الخميس، 24 يونيو 2010

زمن عبد الحليم -- للشاعر عبد الرحمن الأبنودي

فينك يا عبد الحليم

فين صوتك اللى كان

فرح وهموم

وكان سما بنجوم

اللى طلع م القلب

عارف يعيش..ويدوم

فينك يا عبد الحليم

فينك

يا احلا من يغنى الفراق
تيجى تغنى زحمة الشهداء

والدم فى فلسطين

وعلى توب العراق

فينك يا عبد الحليم

فينك يا زارع الحلم

بعد الحلم

بعد الحلم

الدنيا.. ريح.. وغيوم

الدنيا ..موت ..وسموم

ولا حد سامع

صرخة المظلوم

ولا انة المهموم

الدنيا منتظرة صوتك

ومحوشالك هم

اكتر من الايام

الدنيا منتظرة صوتك

ليه رحت قوام

ضاقت مساحة الكلام

والشوك

ما زال يوعد بصحبة ورد

الشوك خسيس

عمره ما يوفى بعهد

الشوك- كما تعرف

خبيث ..خوان

وفجرنا اعمى

ساكت ما لهش ادان

وكل صبح جديد

بحزن قديم

فينك يا عبد الحليم

لا عاد حبيب ينضم

ولا عبير ينشم

ولا ضحكة ملو الفم

هربت ليه يا عم

مش كنت تنتظر الليالى الهم

ملونة فلسطين

بطعم الدم

والضحكة

اناتنا ..اذا تتلم

وكل مانشد الامل

ننشد

الكل راحل .. والجناح منحول

فى غربة تقتل قلبنا المقتول

رحل فى صوتك

احلى ما فى صوتى

ورحل بموتك

فرحتى بموتى

هاربة الحدود وبيطاردها الحد

الاغتصاب

ما لوش حدود ولا حد

كله بيرحل

من دموع الخد

للشهدا

نايمين ع الكتاف .. واليد

ابدان

بطول حزن الحياة ..تتمد

صوت البيوت الطيبة

بتتهد

صرخة وليد اخضر

صرخها بجد

الطيارات

الحراتات

الجرافات

تقتل تاريخ الارض

والحزن

خيط ضى الاسى الممتد

الحزن صاحب حميم

فينك يا عبد الحليم

فينا احنا يا عبد الحليم دلوقت

مين اللى قتل الثانى فينا

احنا والا الوقت

اتعسا فى الحياه

النوم وقلة الانتباه

الصمت والصوت

يبقوا شىء واحد

سكت والا نطقت

الكل فى البعد اتنسى صوته

وانا اللى للصوت القديم

اشتقت

فينك يا عبد الحليم

فات ايه

وامتى

وكام

هل لما غنينا الوطن

كنا بنفرش بيه على الرصفان

وناكل الساقطة من الاغصان

نتجاهل النكسة ورا النكسة

ونندغ التواريخ والاحزان

ويشتم الشاتم

نقول " احسنت

والامة تدخل دايرة التحريم

فينك يا عبد الحليم

انا هنا

اشبه غروب لشعر والاحلام

انا هنا

مطرح ما مديت ايد وقلت سلام

فارش فى ضلة حيرة الايام

انا ياللى كنت مليح

والخلق شردها عويل الريح

الدنيا تزحم فى طريق مسدود

تلف قدامى وخلفى عباد

وكانى مش موجود

وكان عمرى ما خش قلبى ناس

فى وشى تقرا ملامح الامة

الضلمة نور والنور جبال ضلمة

اهتف انادى بحق من غير صوت

اهتف انادى حق

شبعان موت

اتدلدلت فتايل القناديل

واتنجست سجادة المواويل

مهر الفساد

وسط الخلا مفلوت

وباقول يا ليل

ارواحنا متباعة بتمن الموت

كل الجرتح ما تئن

شوقى القديم بيحن

لحبر غير الحير

وشعر غير الشعر

وسن غير السن

ازاى هربت

من البلا الى يجن

وزمن ينسى اللى يئن..يئن

تعال شوف الدنيا

من غير حسن من غير ناس

وانا بنفس الؤم

نفس الطريقة القديمة

فى زحام البكم

بارخى لجامى

واخدع السياس

فينك يا عبد الحليم

مين اللى

هيحصد آهات الارض

ويبلغ الاحساس

انا اللى مسكون بالسكوت

لو موت ..ما نيش ملفوت

وانت

بتضحك جنب منى ..تفوت

الكدب مالى الكون

الكدب ما لوش لون

الكدب ..بلع الالسنة والصوت

مين اللى ردم اللون ده

فى الاحزان

مين اللى ردم الاهل

تحت الهد

مين اللى خان يونس

سؤال فى خان يونس

عليه

ما جاوبنى ابدا..حد

فينك يا عبد الحليم

الامة بتعانى وبتعانى

ما عادتش نفس الامة

نفس الخلق

والكدب

ما عادش زى ما كان ايامك

زما عادش نفس الحق هوة الحق

ارحل باحلامك

رحل زماننا يا صاحبى

قدامى وقدامك

وامتك

بكدبها اتباهت

الامة

فى دروب الاسى تاهت

الامة زى العادة بتعانى

لكن معاناه ..كدب ..برانى

مش زى ما كانت

آدى المسيح

شايل صليب تانى

اظنه غير دكهة

دهه..باهت

عن وصفه عاجزة كل احزانى

والعدرا

من يوم البكا بتبكى

ولدها مقتول

ع الصليب..متكى

الدمع مات

من كتر ما ناحت

كل النسا فى ارض وجيل

ليها ولاد ماتت

العدرا تبكيهم سوا..وتئن

تبكى

وتتدارى ف صليب الابن

يا ام المسيح

من قعدتك قومى

آدى الصهاينة بيمشوا فى دروبى

وقلعونى ..ومشيوابهدومى

والحزن

فى القلب القديم ..فاحت

وف كربلاء

آدى الشهيد..محمول

كل العراق

زى الحسين مقتول

والدنيا فاهمة

وانا اللى لسه غشيم

فينك يا عبد الحليم

اهو زى ما سبتنى

يوم الرحيل ونويت

وسمعت بالموتة وانا

باعبر طريق..ومشيت

ولا كانك مت

كملت خطوى وفت

ما حصلش غير

طراطيش اغانى وضحك

وهموم وطنية

تمر زى الطير

وصوت

ما عادش يدق باب البيت

وانا فى الحقيقة

مش باقول مشتاق

عشان مشتاق

كل الحكاية

فى زنقة الاوطان

وميلة الميزان

لما تخوى حدادى اللوعة

والغربان

كنت انت نافعنى

اذا قلت يا فلسطين او يا عراق

او اغنى احلامنا اللى ضاعوا هباء

وكل يوم اوطان

بيغيبوا فى الاجواء

يغيب عنا الصوت

وتفضل الاصداء

ويتملى الجورنان

بضحكة الاعداء

وقليلة ع الكلب

قولة لئيم

وانا فينك يا عبد الحليم

كتبت سطرين

بس كنت حزين

ادى ورقتى لمين

فينك

نغنى تانى موال النهار

يا صاحب الرحلة ف طريق الشوك

انت ما متش

هم شبعوا موت

المسالة مش صوت

المسالة

هم الجميع يتحضن

المسالة

تترجم المعاناة..وطن

المسالة امتنا فى التيه

تفتكر

وتنتفض

وتعود

تنفض غبار الياس

على رمل الحدود

نمر من باب الوجود

نعيش جنود ونموت حنود

نفضح ونهزم العدو

مازال يحاربنا بكل سلاح غشيم

نفضح ونهزم العدو

نفس العدو الندل القديم

كما فعلنا ف مصر

لاجل النصر

مش ده اللى خلاك فى الضمير

عبد الحليم

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More